ولما نفى السبيل
على من انتصر بعد ظلمه بيّن من عليه السبيل فقال :
(إِنَّمَا السَّبِيلُ
عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ) أي إنما الحرج والإثم على الذين يبدءون الناس بالظلم ،
أو يزيدون فى الانتقام ويتجاوزون ما حدّ لهم ، أو يتكبرون فى الأرض تجبرا وفسادا.
(أُولئِكَ لَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ) أي هؤلاء لهم عذاب مؤلم بسبب بغيهم وظلمهم.
ثم رغب سبحانه
فى الصبر والعفو فقال :
(وَلَمَنْ صَبَرَ
وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي ولمن صبر عن الانتصار من غير انتقام ولا شكوى ، وستر
السيئة ، فقد فعل ما يشكر عليه ، ويستحق به الأجر وجزيل الثواب.
روى «أنه صلّى
الله عليه وسلّم قال لأبى بكر : يا أبا بكر ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة
فيغضى عنها إلا أعزه الله تعالى بها ونصره ، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة
إلا زاده الله بها كثرة. وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عزّ
وجلّ بها قلة».